كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

(غضِبت على الدُّنْيَا فجفت ضروعها ... فَمَا النَّاس إِلَّا بَين راج وخائف)
(قتلت أَمِير الْمُؤمنِينَ وَإِنَّمَا ... بقيت عناءً بعده للخلائف)
(وَقد بقيت فِي أم رَأْسِي بَقِيَّة ... فإمَّا لحزم أَو لرأي مُخَالف)
فَاغْتَمَّ الْمَأْمُون فَرَآهُ الْفضل بن سهل كاسفاً فَقَالَ مَا بَال أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن زأرك أَسد فاقذف بِي فِي لهواته فَعرفهُ الْخَبَر وأقرأه الشّعْر
فَكتب الْفضل إِلَى طَاهِر قَرَأت كتابك يذكر عَنْك وساوس تكون عَلَيْك لَا لَك وَأما وَالله يَا نصف إِنْسَان لَئِن أفكرت لأهمن وَلَئِن هَمَمْت لافعلن وَلَئِن فعلت لأبرمن وَلَئِن أبرمت لاحكمن
وَبعث إِلَيْهِ بِالْكتاب فَكتب طَاهِر مَا كل قَول حق وَمَا كل إبلاغ صدق وَإِنَّمَا أَنا عبد استنصح فنصح إِن أمسك عني استزدت وَإِن اعتمدت بِإِحْسَان شكرت فمنزلتي كمنزلة الامة السَّوْدَاء إِن حمل عَلَيْهَا دندنت وَإِن رفهت أَشرت وَإِن عوقبت فباستحقاق وان عوفيت فبإحسان
57 - قَوْلهم - أَنا غريرك من الامر
يضْرب مثلا للمعرفة بالشَّيْء
وَمَعْنَاهُ أَنا عَالم بالامر فسلني عَنهُ على غرَّة مني لمعرفته وعَلى غير استعداد مني لَهُ وَلَا روية فِيهِ وَأخرج الغرير مخرج خليط وعشير

الصفحة 75