كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

58 - قَوْلهم أتعلمني بضب أَنا حرشته
يضْرب مثلا لمعْرِفَة الشَّيْء من وجوهه
وأصل الحرش الاثر بالشَّيْء وَهُوَ هَاهُنَا بِمَعْنى الاثارة وَهُوَ أَن تثير الضَّب من جُحْره فتستخرجه والمثل الْمَعْرُوف (هُوَ أجل من الحرش)
وَأَصله فِي رموزهم أَن الضَّب كَانَ ينعَت الحرش لحسوله وَهِي أَوْلَاده الْوَاحِد حسل وَيَقُول لَهُنَّ إِذا أحسستن بالحرش فاصبرن وَلَا تخرجن من جحرتكن فصيد الضَّب ذَات يَوْم فَوضع رَأسه على حجر وشدخ بِحجر آخر فَقُلْنَ لَهُ أَهَذا الحرش فَقَالَ هَذَا أجل من الحرش هَذَا الْمَوْت
59 - قَوْلهم أعْط الْقوس باريها
أَي اسْتَعِنْ على عَمَلك بِمن يُحسنهُ وَهُوَ من قَول الْقَائِل
(يَا باري الْقوس برياً لست تحكمه ... لَا نظلم الْقوس أعْط الْقوس باريها)
وظلمه لَهَا إفساده إِيَّاهَا
وأصل الظُّلم وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه
وَنَحْو الْمثل قَول الشَّاعِر
(فَخَل مَكَانا لم تكن لتسده ... عَزِيزًا على عبس وذبيان ذائده)

الصفحة 76