كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

65 - قَوْلهم آخرهَا أقلهَا شرباً
يحث بِهِ على التَّقَدُّم فِي الامر وَأَصله فِي سقِِي الابل وَذَلِكَ أَن الْمُتَأَخر عَن الْورْد رُبمَا جَاءَ وَقد مضى النَّاس بِعَفْو المَاء وصادف مِنْهُ نفاداً وَلَا يكون تَأْخِير الْورْد عِنْدهم إِلَّا من ذل أَو عجز
وَمن ذَلِك قَول النَّجَاشِيّ
(إِذا الله عادى أهل لؤم ودقة ... فعادى بني العجلان رَهْط ابْن مقبل)
(قَبيلَة لَا يغدرون بِذِمَّة ... ولايظلمون النَّاس حَبَّة خَرْدَل)
(ولايردون المَاء الا عَشِيَّة ... إِذا صدر الوراد عَن كل منهل)
وَقَالَ آخر يصف إبِلا رأى أهل المَاء سماتها فعرفوا شرف أَرْبَابهَا فخلى الْورْد لَهَا
(قد سقيت آبالهم بالنَّار ... وَالنَّار قد تشفي من الاوار)
وَالنَّار السمة سميت بذلك لانها بالنَّار تكون سماتها
وَقَالَ بعض اللُّصُوص وَقد سَاق إبِلا إِلَى سوق ليبيعها
(تَسْأَلنِي الباعة أَيْن نارها ... اذا زعزعوها فَسَمت أبصارها)
(كل نجار إبل نجارها ... وكل دَار لاناس دارها)
(وكل نَار الْعَالمين نارها ... )

الصفحة 81