كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

الوصاة لحوائج إخْوَانهمْ إِنَّمَا هم الَّذين يسهون عَنْهَا لقلَّة عنايتهم بهَا وَأَنت بحاجة أَخِيك معنى لَا تحْتَاج إِلَى وصاتك بهَا قَالَ الشَّاعِر
(وَأكْثر نسياني لما لَا يهمني ... وَإِنِّي لما أَعنِي بِهِ لذكور)
69 - قَوْلهم أعندي أَنْت أم فِي العكم وأعندي أَنْت أم فِي الربق
يضْرب مثلا للرجل الْقَلِيل الْفَهم
والعكم الْحمل والعكم شده
والربق جمع ربقة وَهِي حَبل تشد بِهِ الْبَهِيمَة
وَأما قَوْلهم (أمعنا أَنْت أم فِي الْجَيْش) فَمَعْنَاه أعلينا انت ام لنا
70 - قَوْلهم أفرخ روعك
أَي زَالَ مَا كنت تخَاف مِنْهُ وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أول مَا قَالَه مُعَاوِيَة وَذَلِكَ خطا
وَأول من قَالَه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبرنَا أَبُو أَحْمد عَن ابْن الْأَنْبَارِي عَن أبي الْعَبَّاس قَالَ ولى مُعَاوِيَة زياداً الْبَصْرَة وَاسْتعْمل الْمُغيرَة بن شُعْبَة على الْكُوفَة فَلم يلبث أَن مَاتَ الْمُغيرَة فتخوف زِيَاد أَن يسْتَعْمل مَكَانَهُ عبد الله بن عَامر فَكتب إِلَيْهِ يُشِير عَلَيْهِ بِاسْتِعْمَال الضَّحَّاك بن قيس وَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة أفرخ روعك قد ضممناها إِلَيْك فَقَالَ زِيَاد (النبع يقرع بعضه بَعْضًا) فَذَهَبت كلمتاهما مثلين
والروع الْفَزع وَهَذَا وهم على مَا ذَكرْنَاهُ وَالصَّحِيح مَا أخبرنَا بِهِ أَبُو أَحْمد قَالَ حَدثنَا عبد الْوَهَّاب بن عِيسَى قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة الْأنمَاطِي قَالَ

الصفحة 85