كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

حَدثنَا خلف بن خَليفَة عَن أبي يزِيد عَن الشّعبِيّ عَن عُرْوَة بن مُضرس قَالَ انْتَهَيْت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يجمع قبل أَن يُصَلِّي الْغَدَاة فَقلت يَا نَبِي الله قد طويت الجبلين وَلَقِيت شدَّة
فَقَالَ (أفرخ روعك من أدْرك إفاضتنا هَذِه فقد أدْرك) يَعْنِي الْحَج
أفرخ روعك أَي زَالَ مَا كنت ترتاع لَهُ وَتخَاف وَأَصله خُرُوج الفرخ من الْبَيْضَة وانكشاف الْغم عَنهُ
قَالَ ذُو الرمة
(جذلان قد أفرخت عَن روعة الكرب ... )
والروع فِي بَيت ذِي الرمة مضموم الرَّاء وَهُوَ الْخلد
71 - قَوْلهم أَخذنَا فِي الدوس
قَالَ الْأَصْمَعِي يُرِيد تَسْوِيَة الخديعة وتزيينها من قَوْلك داس السَّيْف يدوسه إِذا صقله وَالْحجر الَّذِي بِهِ يصقل بِهِ مدوس
وأخذنا فِي التزكين أَي التَّشْبِيه وزكن عَلَيْهِ وزكم إِذا شبه وَكَذَلِكَ الظَّن وَمَا يضمر الْإِنْسَان يجْرِي هَذَا المجرى وَقد زكن الرجل وزكن بِالتَّشْدِيدِ
وَأنْشد
(يَا أيهذا الكامش المزكن ... أعلن بِمَا تخفي فَإِنِّي معلن)
وَقَالَ آخر
(زكنت من أَمرهم مثل الَّذِي زكنوا ... )

الصفحة 86