كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

وَقلت
(وَإِنَّمَا النجح فِي ليل ترادفه ... إِذا تأوب أَو صبح تواكبه)
(وساهر اللَّيْل فِي الْحَاجَات نائمه ... وواهب المَال عِنْد الْمجد كاسبه)
وَقيل من كثر نَومه اشْتَدَّ فقره والصبحة مبخرة معْجزَة مجفرة والصبحة نوم الْغَدَاة وَقَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي
(وَمَا طَالب الْحَاجَات فِي كل وجهة ... من النَّاس إِلَّا من أجد وشمرا)
(فَلَا ترض من عَيْش بِدُونِ وَلَا تنم ... وَكَيف ينَام اللَّيْل من بَات مُعسرا)
وَقَالَ رجل لبقراط كَيفَ جمعت هَذَا الْعلم الْكثير قَالَ إِنِّي أنفدت من الزَّيْت مِثْلَمَا شربت من المَاء
المجفرة المصدة عَن النِّكَاح يُقَال جفر الْفَحْل إِذا انْصَرف عَن الْإِبِل وَلم يضْربهَا
75 - قَوْلهم أجر الْأُمُور على أذلالها
يضْرب مثلا للرفق بِالْأَمر وَحسن التَّدْبِير لَهُ وَمَعْنَاهُ أجرهَا على وجوهها ومجاريها
وَوَاحِد الأذلال ذل وَهُوَ ضد الصعوبة
وَالْمعْنَى أَنَّك إِذا أجريت الْأَمر على وَجهه لم يصعب عَلَيْك اطراده
وَنَحْوه قَول الله تَعَالَى {وَأتوا الْبيُوت من أَبْوَابهَا} وَنَحْوه قَول قيس بن الخطيم
(إِذا مَا أتيت الْعِزّ من غير بَابه ... ضللت وَإِن تقصد من الْبَاب تهتد)

الصفحة 89