كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

76 - قَوْلهم ارْض من المركوب بالتعلق
يضْرب مثلا للرضا بِدُونِ الْحَاجة أَي ارْض من الْأَمر بِدُونِ تَمَامه وَمن الْعَيْش بِدُونِ الكفاف يحثه على القناعة
وَأَصله فِي الرّكُوب يُقَال للرجل تعلق بعقبة تركبها والعقبة أَن يركب قَلِيلا ثمَّ ينزل فيركب صَاحبه وَقد اعتقب الْقَوْم رواحلهم
وَمن أَجود مَا جَاءَ فِي القناعة وَالرِّضَا بِدُونِ الْحَاجة قَول أبي الْعَتَاهِيَة
(أَنْت مُحْتَاج فَقير أبدا ... دون أَن ترْضى بِأَدْنَى مَا لديك)
وذم بَعضهم القناعة فَقَالَ هِيَ خلق الْبَهَائِم إِنَّهَا إِذا وجدت أكلت وَإِن لم تَجِد باتت على خسف وَأنْشد
(وَلَا يُقيم على ضيم يسام بِهِ ... إِلَّا الأذلان عير الْحَيّ والوتد)
(هَذَا على الْخَسْف مربوط برمتِهِ ... وَذَا يشج فَلَا يرثى لَهُ أحد)
وَقلت فِي هَذَا النَّحْو
(سأستعطف الْأَيَّام حَتَّى تردني ... إِلَى جَانب مِنْهَا يلين ويسهل)
(وأقنع لَا أَن القناعة لي هوى ... وَلَكِن صون الْعرض بِالْحرِّ أجمل)

الصفحة 90