كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

80 - قَوْلهم إلاده فلاده
فسر على وُجُوه فَقَالَ بَعضهم يضْرب مثلا للرجل يطْلب شَيْئا فَإِذا مَنعه طلب غَيره
وَقَالَ الْأَصْمَعِي لَا أَدْرِي مَا أَصله وَقَالَ غَيره أَصله أَن بعض الْكُهَّان تنافر إِلَيْهِ رجلَانِ فامتحناه فَقَالَا لَهُ فِي أَي شَيْء جئْنَاك قَالَ فِي كَذَا قَالَا لَا فَأَعَادَ النّظر وَقَالَ إلاده فلاده أَي إِن لم يكن هَذَا فَلَيْسَ غَيره ثمَّ أخبرهما وَقَالَ آخَرُونَ مَعْنَاهُ إِن لم يكن ذَلِك الْآن لم يكن أبدا يغريه بِهِ وَأنْشد قَول رؤبة
(وَقَول إلاده فلاده ... )
أَي إِن لم يكن هَذَا الْآن لم يكن بعد
وَقَالَ الْخَلِيل يُقَال إِن قَول رؤبة (إلاده فلاده) فَارسي حكى صَوت ظئره وَكَانَت الْعَرَب تَقول إِذا رأى الرجل ثَأْره إِلَّا ده فَلَا ده أَي إِن لم تثأر فَلَا تثأر أبدا
81 - قَوْلهم اسْقِ أَخَاك النمري
يضْرب مثلا لكل من طلب الشَّيْء مرَارًا
وَأَصله أَن كَعْب بن مامة الْإِيَادِي خرج فِي ركب فِي حمارة القيظ فَلَمَّا كَانُوا بالدهناء عطشوا فَجعلُوا يقسمون المَاء على الْحَصَاة فَشرب الْقَوْم حصصهم فَلَمَّا بلغ الشّرْب كَعْبًا

الصفحة 94