كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

نظر إِلَيْهِ شمر بن مَالك النمري فَقَالَ كَعْب للساقي (اسْقِ أَخَاك النمري) فَسَارُوا ثمَّ نزلُوا فاقتسموا المَاء فَلَمَّا بلغ الشّرْب كَعْبًا نظر إِلَيْهِ النمري فَأمر لَهُ بِنَصِيبِهِ فأدركه الْمَوْت فاستكن تَحت شَجَرَة وَقد قربوا من المَاء فَقيل لَهُ (رد كَعْب إِنَّك وَارِد) فَذَهَبت مثلا وَمَات فَقَالَ مامة أَبوهُ يرثيه
(أوفى على المَاء كَعْب ثمَّ قيل لَهُ ... رد كَعْب إِنَّك وَارِد فَمَا وردا)
(مَا كَانَ من سوقة أسْقى على ظمأ ... خمرًا بِمَاء إِذا ناجودها بردا)
(من ابْن مامة كَعْب ثمَّ عي بِهِ ... زو الْمنية إِلَّا حرَّة وقدى)
وَهَذَا أسخى النَّاس لِأَنَّهُ جاد بِمَا فِيهِ حَيَاته على حسب قَول مُسلم بن الْوَلِيد
(يجود بِالنَّفسِ إِذْ ضن الْجواد بهَا ... والجود بِالنَّفسِ أقْصَى غَايَة الْجُود)
وزو الْمنية قدرهَا
وَكَانَ كَعْب إِذا جاوره رجل فَمَاتَ وداه وَإِذا مَاتَ لَهُ بعير أَو شَاة أخلف عَلَيْهِ
وقدى فعلى من الْوقُود والحرة حرارة الْجوف من الْعَطش
82 - قَوْلهم أخلف رويعيا مظنه
يضْرب مثلا فِي الْحَاجة تلتمس فيحول دونهَا حَائِل

الصفحة 95