كتاب الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية

دينهم موالهيم وأنفسهم إلا من ظلم نفسه (¬1) وأثم فإنه لا يُوْتغ (¬2) إلا نفسه وأهل بيته.
3 - وإنَّ لِيهود بني النجار مثل ما لِيهود بني عوف.
4 - وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
5 - وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.
6 - وان ليهود بني جُشم مثل ما ليهود بني عوف.
7 - وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف.
8 - وإن ليهود بن ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وأثم, فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
9 - وإنَّ جَفْنة بطن من ثعلبة كأنفسهم (¬3).
10 - وإنَّ لبني الشُّطبة مثل ما ليهود بني عوف، وإنَّ البر دون الإثم (¬4).
11 - وإنَّ موالي ثعلبة كأنفسهم (¬5).
¬__________
(¬1) فالذي تعدّى حدود الله وارتكب إثما ينال عقابه لا يحول الكتاب دون ظالم ولا آثم.
(¬2) يهلك.
(¬3) الجفنة: وعاءُ الأطعمة، وجمعها جفان، ومنه قول الله تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} [سبأ: 13]، والبطن: أصلها الجارحة، ويطلقها العرب على فرع القبيلة، فالقبيلة الكبيرة يتفرع منها قبائل صغيرة تسمى بطون، وإنما سُميت بذلك كناية على أنَّ جميع فروع القبيلة كالعضو الواحد، والجسد الواحد.
والمعنى: المبالغة في شدة تحريم أموال المعاهدين وأعراضهم، بأنه من استحل مثل هذا الشيء البسيط الزهيد، وهي جفنة الطعام، من بطن من بطون القبيلة، فكأنما انتهك حرمة جميع أشخاص القبيلة أنفسهم.
(¬4) أي: إنَّ البر ينبغي أن يكون حاجزًا عن الإثم، والوفاء ينبغي أن يمنع من الغدر.
(¬5) فحرمة عبيدهم كحرمة أحرارهم.

الصفحة 151