كتاب ماهية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

فَهَذَا هُوَ الْعقل
وَمن زَالَ عَن ذَلِك وَمَعَهُ غريزة الْعقل الَّتِي فرق الله تَعَالَى بهَا بَين الْعُقَلَاء والمجانين فَهُوَ غير عَاقل عَن الله عز وَجل وَهُوَ عَاقل للْبَيَان الَّذِي لَزِمته من أَجله الْحجَّة
وَقد وصف الله عز وَجل هَذَا فِي كِتَابه عَن رجال وسما لَهُم عقلا فَقَالَ تَعَالَى {لَهُم قُلُوب لَا يفقهُونَ بهَا} يَعْنِي عَنهُ
وَقَالَ الله عز وَجل {وَجَعَلنَا لَهُم سمعا وأبصارا وأفئدة} يَعْنِي عقولا {فَمَا أغْنى عَنْهُم سمعهم وَلَا أَبْصَارهم وَلَا أفئدتهم من شَيْء إِذْ كَانُوا يجحدون بآيَات الله} ثمَّ سمى بعض الْكفَّار من أهل الْكتاب عَاقِلا للْبَيَان الَّذِي لزمتهم بِهِ الْحجَّة {يحرفونه من بعد مَا عقلوه وهم يعلمُونَ}
فَأخْبر أَنهم لَا يعْقلُونَ يَعْنِي عَنهُ وَعَن مَا قَالَ من عَظِيم قدره الْمُبين عَنهُ

الصفحة 212