كتاب فهم القرآن

لم يجز أَيْضا قطعه إِذا لم يبين مَا يَقُول للشَّيْء فَقَالَ {كن} ثمَّ وَصلهَا فَقَالَ {فَيكون} ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ {وَالَّذين هَاجرُوا}
وَأما مَا قطع الله تبَارك وَتَعَالَى الْمَعْنى بالْقَوْل فَلم يصله بِمَعْنى ثَان فَيكون مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا مِمَّا قطع الأول 132 وَإِن وَصله بِغَيْرِهِ بِتمَام معنى الأول واستأنف قَوْله ثَانِيًا وَصله بِمَعْنى ثَان مُسْتَقْبل ليفرق بِهِ بَين الْمَعْنيين فِيهِ مَا يكون كفرا لِأَن يذم بِهِ حَتَّى يقطعهُ وَلَا يصله كَقَوْلِه تَعَالَى {للَّذين لَا يُؤمنُونَ بِالآخِرَة مثل السوء} فَهَذَا كَلَام تَامّ مَعْنَاهُ لَو وَصله فَقَالَ و {الله} ثمَّ قطع كَانَ كَافِرًا حَتَّى يصله بقوله {وَللَّه الْمثل الْأَعْلَى} وَلَكِن يتلوه مستأنفا فيفردهم عَن الله جلّ ذكره بِالْمثلِ السوء ويفرد الله جلّ وَعز عَنْهُم بِالْمثلِ الْأَعْلَى
وَقَوله {إِنَّمَا يستجيب الَّذين يسمعُونَ} فَقطع

الصفحة 498