كتاب آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

محمد - صلى الله عليه وسلم -:
وقد ألَّفه ردًّا على أحد النصارى الذي ألَّف كتابًا سماه "تثليث الوحدانية في معرفة الله". وقد تهجم فيه على دين الإسلام، وانتقصه، فتصدى له القرطبي ورد باطله، ودحض شبهه بهذا الكتاب، وقد طبع الكتاب بتحقيق الدكتور: أحمد حجازي السقا، عن دار التراث العربي، ولم يُنسب في طبعته هذه لأبي العباس، وقد نسبه بعض الباحثين لأبي عبد الله القرطبي (¬١)، ورد الدكتور محمد أبا الخيل نسبة الكتاب للقرطبي المفسر وناقش نسبته لأبي العباس خصوصًا بعد وقوفه على إحالات في المفهم للكتاب المذكور، ولكنه تردد في الجزم بنسبته إليه؛ لأن الإحالات التي ذكرها لم تصرح باسمه كاملًا بل اكتفت بجزء من الاسم (¬٢) كما سيتبين بعد قليل.
ولعله لم يقف على الإحالة التي ذكر القرطبي فيها الكتاب باسمه كاملًا مما يزول معه اللبس ونجزم بنسبته إليه، وأن ما سبق من إحالات ذكر فيها الاسم مختصرًا إنما كان ذلك حسب مناسبة الإحالة.
فالكتاب لأبي العباس القرطبي جزمًا لا شك فيه، حيث ذكره في المفهم في مواضع كثيرة بذكر اسمه مختصرًا حيث قال مرة: "في كتابنا في الرد على النصارى" (¬٣)، وقال مرة أخرى: "في كتابنا المسمى الإعلام
---------------
(¬١) وهم: البغدادي في هداية العارفين (٦/ ١٢٩) وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي (١/ ٧٣٨)، ومشهور حسن في ترجمته للقرطبي المفسر ص (٥/ ٢٠٣).
(¬٢) انظر: جهود علماء الأندلس في الرد على النصارى، للدكتور محمد أبا الخيل ص (٣٩٩ - ٤٠٢).
(¬٣) المفهم (٥/ ٢٠٣).

الصفحة 109