كتاب آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

المطلب السادس: منهج القرطبي فيه:
- قام بشرح وافٍ لمقدمة الصحيح.
- كانت طريقته في شرح الحديث كطريقة الحافظ ابن حجر في الفتح، بحيث يختار من الحديث النص الذي يحتاج إلى شرح ويضعه بين قوسين ثم يعقبه بالشرح والتعليق.
- بيَّن أن من منهجه في هذا الشرح الاختصار ما لم يدع الكشف إلى التطويل والإكثار (¬١).
وقد وفى بذلك في الغالب، ولذا كثيرًا ما يختم شرحه بقوله: "في هذا الحديث أبواب من الفقه لا تخفى" (¬٢). أو عبارة نحو هذه (¬٣).
- ترجم لبعض الأعلام الذين ورد ذكرهم أثناء الشرح (¬٤).
- إذا عرض لمسألة أثناء الشرح سبق الكلام عنها أو سيأتي الكلام عليها، فإنه يحيل إلى السابق أو اللاحق (¬٥)، أو يحيل إلى أحد كتبه التي استوفى فيها الكلام على هذه المسألة وبالرجوع إلى المبحث الخاص بمؤلفاته يتضح ذلك.
- التزم بكامل شرحه بالأدب في المناقشة فهو عفيف اللسان أديب العبارة، عارفًا لأهل العلم فضلهم، حريصًا على الاعتذار عما وقع منهم (¬٦).
---------------
(¬١) المفهم (١/ ٨٤).
(¬٢) المفهم (٢/ ٤٦٦).
(¬٣) المفهم (١/ ١٦٥، ٢٠٨، ٣٥٠).
(¬٤) انظر كتاب (فضائل الصحابة) حيث ترجم لعدد كبير من الصحابة - رضي الله عنهم -.
(¬٥) وهذا كثير جدًّا، انظر على سبيل المثال: المفهم (١/ ٢٢٣، ٢٣٤، ٢٥٨، ٢/ ٢٥٢، ٢٩٤).
(¬٦) ولم يخالف هذا المنهج إلَّا في مواضع قليلة لا تذكر، انظر: المفهم (١/ ٥٤٢، ٥٨٩).

الصفحة 126