كتاب آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

الدول (¬١).
والمهدية وهي بلد المازري، كانت بلد علم وعلماء ساعدها على ذلك موقعها على طريق المارين من المغرب إلى المشرق، والعكس، لذا أصبحت فيها حركة علمية متميزة.
قال محمد الهادي العامري: "انتصب أبو عبد الله محمد المازري للتدريس بالمهدية، فأقبل على مدرسته ما لا يحصى ولا يعد، من الرحالة المستهامين بطلب العرفان، أكان ذلك من الأندلس أو المغرب، أو المشرق الإسلامي، فكان ذلك الملتقى العجيب يجمع بين رجال الفكر والعلم من كل صوب وحدب ... وكانت المهدية في تلكم العهود تضج برجال العلم وتزخر بكبار الأدباء وتزدحم بالوافدين عليها" (¬٢).
وبرز في عصر المازري علماء أعلام سواء بالمغرب أو المشرق، حفلت كتب التراجم بسيرهم، من أشهرهم:
- ابن حزم (¬٣): المتوفى سنة (٤٥٦ هـ).
- والبيهقي (¬٤) المتوفي سنة (٤٥٨ هـ).
---------------
(¬١) الصراع العقائدي في الفلسفة الإسلامية، محنة الحضارة الإسلامية في الدولة الصنهاجية، فرحات الدشراوي، دراسات ملتقى الإمام المازري في الفلسفة الإسلامية، المنستير، تونس، ١٩٧٥ م، ص (٢٧).
(¬٢) المرجع السابق، بحث الإمام المازري، حياته وعلمه، محمد الهادي العامري، ص (١١٢).
(¬٣) الإمام الشهير أحمد بن محمد بن حزم، الأندلسي بلدًا، الظاهري مذهبًا. له: الفصل في الملل والنحل، المحلى بالآثار، وغيرهما، توفي سنة (٤٥٦ هـ). سير أعلام النبلاء (١٨/ ١٨٤)، طبقات الحفاظ للسيوطي ص (٤٥٥) ترجمة (٩٨٣).
(¬٤) أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ الفقيه الشافعي، صاحب المصنفات الكثيرة، منها: "السنن الكبرى"، و"شعب الإيمان"، و"دلائل النبوة" وغيرها، توفي سنة (٤٥٨ هـ). سير أعلام النبلاء (١٨/ ١٦٣)، طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح =

الصفحة 26