كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي (اسم الجزء: 1)

ثم تفرقت الصحابة رضي الله عنهم في النواحي والأمصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام فبث كل واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكموا بحكم الله ـ عز وجل ـ وأمضوا الأمور على ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظائرها من المسائل وجردوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدس اسمه لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله ـ عز وجل ـ رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين"أ. هـ1.
19- وقال ابن أبي زيد2 القيرواني المالكي في مقدمة رسالته المشهورة: "وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ رضي الله عنهم أجمعين وأن لا يذكر أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم حسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب"أ. هـ3.
20- وقال أبو عثمان4 الصابوني: "ويرون ـ أي أهل السنة ـ الكف
__________
= عبد الله بن عمر رضي الله عنه. صحيح البخاري مع الفتح 6/496.
1ـ مقدمة الجرح والتعديل 1/7-8.
2ـ هو عبد الله بن عبد الرحمن أبي زيد النفزي القيرواني أبو محمد فقيه من أعيان القيروان كان إمام المالكية في عصره قال الذهبي: كان على أصول السلف في الأصول لا يدري الكلام ولا يتأول، ولد سنة عشر وثلاثمائة وتوفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة، انظر: ترجمته في سير أعلام النبلاء 17/10، الديباج المذهب 1/427-430، شجرة النور الزكية 1/96.
3ـ الرسالة مع شرحها الثمر الداني في تقريب المعاني ص/22-23.
4ـ هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل، أبو عثمان الصابوني: مقدم أهل الحديث في بلاد خراسان، لقبه أهل السنة فيها "شيخ الإسلام" كان رحمه الله فصيح اللهجة واسع العلم عارفاً بالحديث والتفسير، ولد سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وتوفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة، انظر: ترجمته في الكامل لابن الأثير 9/638، تهذيب تاريخ دمشق 3/27-33، البداية والنهاية 12/83.

الصفحة 107