كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي (اسم الجزء: 1)

أعلم"1.
4- وروى الحاكم بإسناده إلى يعلى العامري رضي الله عنه أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له قال: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم وحسين مع الغلمان يلعب فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة فجعل رسول الله يضاحكه حتى أخذه قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبله فقال: "حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط" 2.
جاء في تحفة الأحوذي: قال القاضي: "كأنه صلى الله عليه وسلم علم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقول: "أحب الله من أحب حسيناً" فإن محبته محبة الرسول ومحبة الرسول محبة الله3.
فالحديث اشتمل على منقبة عالية للحسين رضي الله عنه وأرضاه.
5- وروى أيضاً بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما رأيت الحسين بن علي إلا فاضت عيني دموعاً وذاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فوجدني في المسجد فأخذ بيدي واتكأ علي فانطلقت معه حتى جاء سوق بني قينقاع قال: وما كلمني فطاف ونظر ثم رجع ورجعت معه فجلس في المسجد واحتبى وقال لي: "ادع لي لكاع" فأتى حسين يشتد حتى وقع في حجرة ثم أدخل يده في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح فم الحسين فيدخل فاه في فيه ويقول: "اللهم إني أحبه فأحبه" 4.
__________
1ـ فتح الباري 7/97، وانظر البداية والنهاية 8/206.
2ـ المستدرك 3/177 ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
3ـ تحفة الأحوذي 10/279.
4ـ المستدرك 3/178 ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

الصفحة 361