كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي (اسم الجزء: 1)

عنهما فالظاهر أنهما متكافئان أو علي أفضل منه"1.
ولا شك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أفضل الخلق على الإطلاق بعد الخلفاء الثلاثة ولا يساويه أحد في فضله بعدهم رضي الله عنهم أجمعين.
4- ومن مناقب جعفر رضي الله عنه التي اشتهر بها أنه كان كثير العطف والحنو على المساكين وكان يحبهم ويسكن إليهم حتى إنه كان يكنى بأبي المساكين.
فقد روى الإمام البخاري بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير2 ولا يخدمني فلان ولا فلانة وكنت ألصق بطني بالحصاء من الجوع وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وكان أخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة3 التي ليس فيها شيء فيشقها فنلعق ما فيها"4.
ففي هذا بيان فضيلة لجعفر رضي الله عنه وشهادة من أبي هريرة رضي الله عنه بأنه كان أشفق الناس على المساكين.
قال الحافظ ابن حجر: "وهذا التقييد يحمل عليه المطلق الذي جاء عن عكرمة عن أبي هريرة قال: "ما احتذى النعال وما ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب"5.
5- ومن مناقبه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله نائباً لزيد بن حارثة في غزوة مؤتة وأبلى فيها بلاء حسناً. فقد روى الإمام البخاري بإسناده إلى ابن
__________
1ـ البداية والنهاية 4/286.
2ـ الحبير: قال في النهاية: "الحبير من البرود وما كان موشياً مخططاً" 1/328 وانظر فتح الباري 7/76.
3ـ العكة: ظرف السمن. وقوله: ليس فيها شيء "مع قوله": فنعلق ما فيها "لا تنافي بينهما لأنه أراد بالنفي أي: لا شيء فيها يمكن إخراجه منها بغير قطعها، وبلإثبات ما يبقى في جوانبها" فتح الباري 7/76.
4ـ صحيح البخاري مع الفتح 7/75.
5ـ فتح الباري 7/76.

الصفحة 391