كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي (اسم الجزء: 1)

بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده وهذا الحديث عند الترمذي1 وابن ماجه2 والحاكم3 بلفظ: "أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله".
قال الحافظ في الفتح وله شاهد مرسل عن قتادة عن الطبري4 رجاله ثقات وفي حديث علي عند أحمد5 بإسناد حسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... وجعلت أمتي خير الأمم". 6
وممن حمل الآية على العموم في جميع الأمة الحافظ ابن كثير فإنه قال بعد ذكره لأقوال المفسرين: "والصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذي بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم كما قال في الآية الأخرى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} أي: أخياراً {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} أ. هـ7
وعلى هذا فمن أراد أن يوسم بسمة الخيرية التي وسم بها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شهد لهم رب العالمين بها في الآية السابقة التي نحن بصدد الحديث عنها فليتحل بصفاتهم وأخلاقهم ويتبع المنهج الذي التزموه وساروا عليه.
قال الحافظ ابن كثير بعد أن ساق الأحاديث الثابتة في فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم: "فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} فمن اتصف من هذه الأمة
__________
1ـ سنن الترمذي 4/294.
2ـ سنن ابن ماجه 2/1433.
3ـ المستدرك 4/84 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
4ـ جامع البيان 4/45.
5ـ المسند 1/98.
6ـ الفتح 8/225.
7ـ تفسير القرآن العظيم 2/89 والآية رقم 143 من سورة البقرة.

الصفحة 61