كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي (اسم الجزء: 1)

أجمعين، وتلك الدعوة التي كان لهم فيها الحظ الأوفر والنصيب الأكبر هي قوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرءا سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه" 1 وفي لفظ آخر "رحم الله من سمع مني حديثاً فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من له من سامع".2
قال الخطابي رحمه الله تعالى: " معناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة".أ. هـ3
وقال ابن الأثير في كتابه "النهاية في غريب الحديث" ... ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة وهي في الأصل حسن الوجه، والبريق وإنما أراد حسن خلقه وقدره".أ. هـ4
وقال الحافظ المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب ": ومعناه الدعاء له بالنضارة وهي النعمة والبهجة والحسن فيكون تقديره: جمله الله وزينه وقيل غير ذلك ".5
وقال أبو بكر بن العربي: "والنضرة هي النعمة والبهاء يكون على الوجه".أ. هـ6
__________
1ـ سنن أبي داود 2/289 من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.
2ـ أخرجه ابن حبان في صحيحه كما في "الإحسان بترتيب ابن حبان" 1/226 من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وانظر: سنن ابن ماجه 2/1316، والمسند 1/437، سنن الدارمي 1/75 وهذا الحديث قد أفرده شيخنا عبد المحسن بن حمد العباد بدراسة مستقلة اشتملت على بيان طرقه، وألفاظه ودراسة الحديث من حيث الدراية وبين أن هذا الحديث متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أربعة وعشرون صحابياً، خرجه سبعة وثلاثون إماماً خرج في أكثر من خمسة وأربعين كتاباً، وبلغت طرقه سبعة وخمسين طريقاً، ومائة طريق. انظر: كتاب دراسة حديث " نضر الله امرءا سمع مقالتي" رواية ودراية للشيخ عبد المحسن العباد ص/227.
3ـ معالم السنن 4/187، وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 9/118.
4ـ النهاية 5/71.
5ـ الترغيب والترهيب 1/108.
6ـ عارضة الأحوذي بشرح الترمذي 10/124.

الصفحة 92