كتاب عقيدة أهل السنة في الصحابة لناصر بن علي (اسم الجزء: 1)

عبد الله بن مسعود أنه قال: "من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد كانوا والله أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم".1
"فقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كانوا أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً كلام جامع بين فيه حسن قصدهم ونياتهم ببر القلوب وبين فيه كمال المعرفة ودقتها بعمق العلم وبين فيه تيسير ذلك عليهم وامتناعهم من القول بلا علم بقلة التكلف"أ. هـ2
"فأحق الأمة بإصابة الصواب أبرها قلوباً وأعمقها علوماً وأقومها هدياً وأحسنها حالاً، من غير شك ولا ارتياب فكل خير وإصابة وحكمة، وعلم ومعارف ومكارم، إنما عرفت لدينا ووصلت إلينا من الرعيل الأول والسرب الذي عليه المعول، فهم الذين نقلوا العلوم والمعارف عن ينبوع الهدى ومنبع الاهتداء"3 فرضي الله عنهم أجمعين.
5- روى الإمام مسلم بإسناده إلى الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن شرَّ الرعاء الحطمة" فإياك أن تكون منهم فقال له اجلس فإنما أنت من نخالة4 أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال: وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم".5
__________
1ـ منهاج السنة 1/166.
2ـ منهاج السنة 1/166.
3ـ انظر: لوامع الأنوار البهية للسفاريني 2/380.
4ـ النخالة: هي نخالة الدقيق والمراد: قشوره، والنخالة والحفالة والحثالة بمعنى واحد، شرح النووي 12/216.
5ـ صحيح مسلم 3/1461.

الصفحة 99