كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

كلُّهم لزالت حكمةُ (¬١) التكليف والإيمان بالغيب، ولما تدافَنَ الناس، كما في الصحيح (¬٢) عنه - صلى الله عليه وسلم -: «لولا أن تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمِعَكم من عذاب القبر [٤٣ أ] ما أسمع».
ولما كانت هذه الحكمة منفيَّةً في حقّ البهائم سمعت ذلك وأدركته (¬٣)، كما حادت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلتُه، وكادت تُلقِيه لمّا مرَّ بمن يُعذب في قبره (¬٤).
وحدَّثني صاحبنا أبو عبد الله محمد بن الرُّزَيز (¬٥) الحَرَّانيُّ أنه خرج من
---------------
(¬١) في جميع النسخ: «كلمة» غير الأصل التي يحتمل رسمها قراءة «حكمة»، وهي الصواب.
(¬٢) (أ، ق، غ): «الصحيحين» والحديث في صحيح مسلم، وقد سبق.
(¬٣) (ق): «فأدركته».
(¬٤) جزء من الحديث السابق.
(¬٥) كذا في (أ، غ) بالراء والزاي مكررةً. وضبط بعض قراء (غ) بضم الراء وفتح الزاي مصغَّرًا. وهذا هو الصواب. وقد نصّ عليه في تبصير المنتبه (٦٤٢) وتوضيح المشتبه (٤/ ٢٩٤).
وفي (ق): «رزين». وفي النسخ الأخرى والبداية والنهاية (١٨/ ١٧٩، ٤٥٨) والدارس (٢/ ٤١٧، ٤١٨): «الوزير»، وكلاهما تصحيف.

وهو محمد بن عبد الواحد بن يوسف الحرّاني الآمدي (في البداية والنهاية: «الأسدي»، تحريف) الحنبلي. نعته ابن كثير بـ «الإمام العالم العابد الناسك الصالح خطيب الجامع الكريمي بالقُبيبات»، وأرخ وفاته في ١٧ شعبان من سنة ٧٤٣. وقد ضبط في السحب الوابلة (٩٩٤): «الرَّزيز» مكبّرًا، وقال محققه: «ولم أجده في مصدر آخر ــ يعني غير الدرر الكامنة (٤/ ٣٥) ـ لذا لا نحسن ضبط الرزيز» ومن ثم لم يقف على الصواب في تاريخ وفاته أيضًا، فاكتفى بالنقل من حاشية الدرر: «مات في رجب سنة ٧٩٦ هـ» مع التنبيه على أن الحافظ لم يذكره في وفياتها في إنباء الغمر.

الصفحة 193