كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
شابًّا ممن حُوِّل عاضًّا على يديه.
وذكر (¬١) عن سِمَاك بن حرب قال: مرَّ أبو الدرداء بين القبور، فقال: ما أسكَنَ ظواهرَك، وفي دواخلك (¬٢) الدواهي!
وقال ثابت البُنَاني: بينا أنا أمشي في المقابر، وإذا صوتٌ خلفي (¬٣)، وهو يقول: يا ثابتُ، لا يغرَّنَّك سكوتُها (¬٤)، فكم من مغمومٍ فيها! فالتفتُّ فلم أر أحدًا (¬٥).
ومرَّ الحسن على مقبرة، فقال: يا لهم من عسكر، ما أسكتهم (¬٦)! وكم فيهم من مكروب (¬٧)!
وذكر ابن أبي الدنيا (¬٨) أنّ عمر بن عبد العزيز قال لمسلمة بن عبد الملك: يا مسلمةُ، مَن دفن أباك؟ قال: مولاي فلان. قال: فمن دفن الوليد؟ قال: مولاي فلان. قال: فأنا أحدِّثك ما حدَّثني به: إنه لما دفَن أباك والوليدَ، فوضعهما في قبورهما، وذهب ليحُلَّ العقد عنهما= وجد وجوههما قد حُوِّلت في أقفيتهما. فانظر يا مسلمة، إذا أنا مِتُّ فالتمس وجهي، فانظر:
---------------
(¬١) في كتاب القبور (١٠١).
(¬٢) (ب، ق، ن): «داخلك». وكان في الأصل: «دواخلك»، فضرب بعضهم على الواو.
(¬٣) (ب، ج): «خفي»، تحريف.
(¬٤) (ق، ط): «سكونها».
(¬٥) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور (١٠٧، ١٤) والهواتف (٤٥).
(¬٦) (ق، ب، ط): «أسكنهم». وفي الأهوال (١٣٠): «يسكتهم».
(¬٧) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور (١٠٨).
(¬٨) في كتاب القبور (١٢٣).