كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

عن وجهه إذا بحيَّة قد تطوَّقتْ على حلقه. فذكر من غِلَظها، قال: فخرجت ولم أغسله. فذكروا أنه كان يسبُّ الصحابة رضي الله عنهم.
وذكر ابن أبي الدنيا (¬١)، عن سعيد بن خالد بن يزيد (¬٢) الأنصاري، عن رجل من أهل البصرة كان يحفر القبور. قال: حفرت قبرًا ذات يوم، ووضعت رأسي قريبًا منه، فأتتني امرأتان في منامي، فقالت إحداهما: يا عبد الله، نَشَدتُك [٤٥ ب] بالله إلا صرَفتَ عنَّا هذه المرأة، ولم تجاورنا بها. فاستيقظتُ فَزِعًا، فإذا (¬٣) بجنازة امرأة قد جيء بها. فقلت: القبر وراءكم، فصرفتُهم عن ذلك القبر. فلما كان بالليل إذا أنا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما: جزاك الله عنَّا خيرًا، فلقد صرفتَ عنا شرًّا طويلًا. قلت (¬٤): ما لِصاحبتِك لا تكلّمني، كما تكلِّميني (¬٥) أنت؟ قالت: إن هذه ماتت عن غير وصية وحُقَّ لمن مات عن غير وصية (¬٦) ألا يتكلَّم إلى يوم القيامة.
وهذه (¬٧) الأخبار وأضعافُها وأضعاف أضعافِها ــ مما لا يتَّسع لها
---------------
(¬١) في كتاب القبور (١٣٧).
(¬٢) (ب، ج): «زيد».
(¬٣) (ط): «وإذا».
(¬٤) (ط): «فقلت».
(¬٥) كذا بحذف نون الرفع في جميع النسخ وكتاب القبور.
(¬٦) «وحقّ ... وصية» ساقط من (ن).
(¬٧) ما عدا (أ، ق، غ): «فهذه».

الصفحة 205