كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

نار، وسرابيلُ من قَطِران، فيحتوشونه، فتُنزَع (¬١) روحُه كما يُنزَع السَّفُّود الكثيرُ (¬٢) الشُّعَب من الصوف المبتلِّ. فإذا خرجت لعنه كلُّ ملكٍ بين السماء والأرض وكلُّ ملك في السماء». وذكر الحديث إلى أن قال: «إنه لَيسمعُ خفق نعالهم إذا ولَّوا مدبرين، فيقال: يا هذا، من ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري. فيقال: لا دريت!» وذكر الحديث. رواه حمَّاد بن سلمة، عن يونس بن خبَّاب (¬٣)، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء (¬٤).
وفي حديث عيسى بن المسيّب، عن عدي بن ثابت، عن البراء: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار وذكر الحديث إلى أن قال: «وإن الكافرَ إذا كان في دُبر من الدنيا، وقُبل (¬٥) من الآخرة، وحضره الموتُ= نزلتْ عليه من السماء (¬٦) ملائكة معهم كفن من نار وحَنوط من نار». فذكر الحديث إلى أن قال: «فَتُردُّ روحُه إلى مَضْجعه، فيأتيه منكرٌ ونكيرٌ يثيران الأرض بأنيابهما، ويفحصانِ (¬٧) الأرض بأشعارهما، أصواتُهما كالرعد القاصف، وأبصارُهما كالبرق الخاطف، فيُجلِسانه، ثم يقولان: يا هذا، من
---------------
(¬١) (ق): «فتنتزع».
(¬٢) (ق): «الكبير»، تصحيف.
(¬٣) (ط): «حِبّان»، تصحيف.
(¬٤) أخرجه أحمد في المسند من طريق معمر عن يونس (٣٠/ ٥٧٧) ومن طريق حماد بن زيد عن يونس (٣/ ٥٧٩) مثله.
(¬٥) (ب، ط، ج): «إقبال».
(¬٦) لم يرد في (أ، ق، غ).
(¬٧) (ب، ط): «يفصحان»، تصحيف.

الصفحة 257