كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ربُّك؟ فيقول: لا أدري. فينادى من جانب القبر: لا دَريتَ! فيضرِبانه بمِرْزبة من حديدٍ لو اجتمع عليها (¬١) مَن بين الخافقين لم يُقِلَّ (¬٢) ويضيَّق عليه قبرُه حتى تختلف أضلاعه». وذكر الحديث.
رواه الإمام أحمدُ في «مسنده» (¬٣) عن أبي النَّضر هاشم بن القاسم، حدثنا عيسى بن المسيّب، فذكره.
وفي حديث محمد بن سلمة، عن خُصيفٍ، عن مجاهد، عن البراء قال: كنّا في جِنازة رجل من الأنصار، ومعنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فذكر الحديث إلى أن قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وإذا وُضِعَ الكافرُ في قبره (¬٤) أتاه منكر ونكير، فيُجلِسانه، فيقولان له: من ربُّك؟ فيقول: لا أدري. فيقولان له: لا [٥٥ ب] دَريتَ!». الحديث وقد تقدَّم (¬٥).
وبالجملة فعامَّةُ من روى حديثَ البراء (¬٦) بن عازب قال فيه: «وأما الكافر» بالجزم. وبعضهم قال: «وأما الفاجر». وبعضهم قال: «وأما المنافق
---------------
(¬١) «عليها» ساقط من (ب، ط، ن).
(¬٢) ضُبط في (ط): «يُقَلّ. وفي (ن): «تُقَلَّ».
(¬٣) لم أجده في المسند من هذا الطريق. وقد أخرجه الطبري في تهذيب الآثار ــ مسند عمر (٧٢٣)، وابن منده في كتاب الروح والنفس، ومنه قد أورده المصنف في المسألة السادسة.
(¬٤) «في قبره» لم يرد في (أ، ق، غ).
(¬٥) في المسألة السادسة.
(¬٦) (ب، ط): «فعامة ما روى البراء».

الصفحة 258