كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

المعذَّب في الدنيا (¬١)، فيخلصُ من العذاب بشفاعته (¬٢)؛ لكن هذه شفاعة قد تكون بدون (¬٣) إذن المشفوع عنده. والله تعالى لا يتقدَّم أحدٌ بالشفاعة بين يديه إلا من بعد إذنه، فهو الذي يأذن للشافع أن يشفع إذا أراد أن يرحمَ المشفوعَ له (¬٤).
ولا يُغترَّ (¬٥) بغير هذا، فإنه شركٌ وباطل يتعالى الله عنه: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥]، {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨]، {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} (¬٦) [يونس: ٣]، {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: ٢٣]، {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: ٤٤].
وقد ذكر ابنُ أبي الدنيا (¬٧): حدَّثني محمد بن موسى الصائغ، حدثنا عبد الله بن نافع، قال: مات رجل من أهل المدينة، فرآه رجل كأنه من أهل النار، فاغتمَّ لذلك. ثم إنه بعد سابعة أو ثامنة رآه كأنه من أهل الجنة، فقال (¬٨):
---------------
(¬١) «في الدنيا» ساقط من (ط).
(¬٢) (أ، غ): «بشفاعة». و «الشافع ... بشفاعته» ساقط من (ب). وكذا «في المعذب ... بشفاعته» ساقط من (ج).
(¬٣) (ق): «بذلك»، تحريف.
(¬٤) (ب، ط، ج): «الميت المشفوع له».
(¬٥) (ب، ط، ج): «فلا يغتر». (ن): «فلا تغتر».
(¬٦) ما عدا (أ، غ): «فما ... »، وهو خطأ. ولم ترد هذه الآية في (ن).
(¬٧) في كتاب القبور (١٣٩).
(¬٨) (ب، ط، ج): «قال».

الصفحة 271