كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
ألم تكن قلت إنّك من أهل النار؟ قال: قد كان ذلك إلا أنه دُفن معنا رجل من الصالحين [٥٨ أ]، فشفَع في أربعين من جيرانه، فكنت أنا (¬١) منهم.
قال ابنُ أبي الدنيا (¬٢): وحدَّثنا أحمد بن يحيى (¬٣) قال: حدثني بعضُ أصحابنا (¬٤) قال: مات أخي (¬٥)، فرأيته في النوم، فقلت: ما كان حالُك حين وُضِعْت في قبرك؟ قال: أتاني آتٍ بشهابٍ من نار، فلولا أنّ داعيًا دعا لي لرأيت أنه سيضربني به (¬٦).
وقال عمرو (¬٧) بن جرير: إذا دعا العبد لأخيه الميت أتاه بها ملَكٌ إلى القبر، فقال: يا صاحب القبر الغريب (¬٨)، هديةٌ من أخ عليك شفيق (¬٩).
وقال بشَّار بن غالب: رأيت رابعةَ في منامي، وكنتُ كثير الدعاء لها، فقالت لي: يا بشَّار بن غالب، هداياك تأتينا على أطباقٍ من نور مخمَّرةٍ بمناديل الحرير. قلت: وكيف ذاك؟ قالت: هكذا دعاءُ المؤمنين الأحياء إذا
---------------
(¬١) ساقط من (ب، ط، ن، ج).
(¬٢) عزاه إليه ابن رجب في الأهوال (٢٢) والسيوطي في شرح الصدور (٣٦٦).
(¬٣) الأهوال وشرح الصدور: أحمد بن بجير.
(¬٤) (ن): «يحيى عن بعض أصحابه».
(¬٥) (ط، ن، ج): «أخ لي». وكذا في الأهوال وشرح الصدور.
(¬٦) هذا الخبر ساقط من (ب).
(¬٧) (ط): «عمر».
(¬٨) في الأصل وضع بعض القراء علامة بعد «الغريب» وكتب في الحاشية: «لعله هذه». يعني: هذه هدية. فظنه ناسخ لحقًا، وأقحم في (غ) في المتن.
(¬٩) أخرجه ابن أبي الدنيا كما في الأهوال (١٢٥) وشرح الصدور (٣٩٦).