كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

فلا تزال (¬١) الأرواح هنالك حتى يتمَّ عدد الأرواح (¬٢) كلِّها بنفخها في الأجساد، ثم برجوعها (¬٣) إلى البرزخ، فتقوم الساعة، ويعيد الله عزَّ وجلَّ الأرواح إلى الأجساد ثانيةً (¬٤)، وهي الحياة الثانية، ويحاسب الخلق: فريق في الجنة، وفريق في السعير، مخلَّدين أبدًا. انتهى.
وقال أبو عمر بن عبد البرّ: أرواح الشهداء في الجنة، وأرواح عامَّة المؤمنين على أفنية قبورهم. [٥٩ ب] ونحن نذكر كلامه وما احتجَّ به، ونبيِّن ما فيه.
وقال ابن المبارك، عن ابن جريج، فيما قرئ (¬٥) عليه عن مجاهد: ليس هي في الجنة، ولكن يأكلون من ثمارها، ويجدون ريحها (¬٦).
وذكر معاويةُ بن صالح عن سعيد بن سويد أنه سأل ابن شهاب عن أرواح المؤمنين، فقال: بلغني أنَّ أرواح الشهداء كطير خضر معلَّقة بالعرش، تغدو وتروح إلى رياض الجنة، تأتي ربَّها في (¬٧) كلِّ يوم، تسلِّمُ عليه (¬٨).
---------------
(¬١) (ن): «ولا تزال».
(¬٢) (ن): «عددها».
(¬٣) (ن): «يرجعها» ولعله إصلاح من الناسخ؛ لأنه أثبت قبله: «ينفخها».
(¬٤) (ن): «ثانيًا».
(¬٥) كذا في الأصل والتمهيد. وفي (ب، ط، ق، ج): «قرأ»، ومثله في تفسير ابن المنذر. وفي (ن): «قرأه».
(¬٦) أخرجه من هذا الطريق ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٦٣) وابن المنذر في تفسيره (١١٧٩). وانظر تفسير مجاهد (٢١). وقوله: «هي» أي أرواح الشهداء. وانظر: الاستذكار (٣/ ٩٠).
(¬٧) ساقطة من (ن).
(¬٨) عزاه ابن رجب في الأهوال (٩٣) إلى ابن منده. وفيه: «يحيى بن صالح عن سعيد». وانظر: شرح الصدور (٣٠٥).

الصفحة 279