كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
الملَك بذلك. ولا ينافي ذلك قولَ من قال: إن هذا يقال لها (¬١) في الآخرة، فإنه يقال لها عند الموت وعند البعث (¬٢).
وهذه من البشرى التي قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: ٣٠] (¬٣). وهذا التنزُّل (¬٤) يكون عند الموت، ويكون في القبر، ويكون عند البعث، وأول بشارة الآخرة عند الموت.
وقد تقدَّم في حديث البراء بن عازب (¬٥) أنَّ الملَك يقول لها عند قبضها: أبشري برَوْح ورَيحان. وهذا من ريحان الجنّة.
واحتجُّوا بما رواه مالك في الموطأ (¬٦)، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، أنّه (¬٧) أخبره أنَّ أباه كعب بن مالك كان يحدِّث أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما نَسَمةُ المؤمن طائرٌ يعلُق في شجر الجنة حتى يَرجِعه الله إلى جسده (¬٨) يوم يبعثه».
---------------
(¬١) «عند خروجها ... لها» ساقط من (ن).
(¬٢) انظر: مدارج السالكين (٢/ ١٧٨ ــ ١٧٩).
(¬٣) اختصر ناسخ (ن) الآية.
(¬٤) (ط): «النزل». (ن): «التنزيل». وكلاهما تصحيف.
(¬٥) بل في حديث أبي هريرة. وقد سبق في المسألة السادسة (ص ١٣٩).
(¬٦) برقم (٥٦٩). وانظر التمهيد (١١/ ٥٦).
(¬٧) «أنه» ساقط من (ن). و «بن مالك» ساقط من (ب، غ).
(¬٨) (أ، ق، غ): «إلى حياة»، تحريف.