كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وقال عكرمة ومجاهد: إذا نام [٦٦ ب] الإنسانُ فإنَّ له سببًا تجري فيه الروح، وأصلُه (¬١) في الجسد، فتبلغ حيث شاء الله. فما دام (¬٢) ذاهبًا فالإنسانُ نائمٌ، فإذا رجعَ (¬٣) إلى البدن انتبه الإنسان. وكان بمنزلة شعاع الشمس، هو ساقطٌ بالأرض، وأصلُه مُتَّصِلٌ بالشمس (¬٤).
وقد ذكر أبو عبد الله بن منده عن بعض أهل العلم (¬٥) أنه (¬٦) قال: إنَّ الروحَ (¬٧) تمتدُّ من منخر الإنسان، ومركبُه وأصلُه (¬٨) في بدنه، فلو خرج الروحُ بالكلّية لمات؛ كما أنّ السِّراجَ لو فُرِّق بينه وبين الفتيلة لطفئتْ. ألا ترى أنَّ (¬٩) مركبَ النار في الفتيلة، وضَوْؤها وشعاعها يملأ البيت؟ فكذلك الروحُ تمتدُّ من منخر الإنسان في منامه حتى تأتي السماء، وتجول في البلدان، وتلتقي مع أرواح الموتى، فإذا أراه (¬١٠) الملَك الموكَّلُ بأرواح
---------------
(¬١) (ب، ط، ن، ج): «داخله»، تصحيف.
(¬٢) (أ، ق، غ): «ما دام». والمثبت من غيرها ومجموع الفتاوى، وشرح الصدور (٣٥٧).
(¬٣) (ب، ط): «راجع».
(¬٤) قول عكرمة ومجاهد هذا نقله شيخ الإسلام في شرح حديث النزول، ولعل مصدره كتاب النفس والروح لابن منده. انظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٤٥٧).
(¬٥) هو علي بن يزيد السمرقندي. قال ابن منده: وكان من أهل العلم والأدب، وله بصر بالطب والتعبير. مجموع الفتاوى (٥/ ٤٥٧).
(¬٦) «أنه» ساقطة من (ب، ط، ج).
(¬٧) (ب): «قال الأرواح».
(¬٨) (ب، ن، ج): «داخله»، تحريف.
(¬٩) «أن» ساقطة من (ط).
(¬١٠) (ن، ق): «رآه».