كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وأما الكافرُ، فإذا قُبض اُنطُلِق بروحه، فيقولون: ما هذا؟ فيقولون: هذا (¬١) فلان بن فلان، كان يعمل كيت وكيت ــ لمساوي (¬٢) عمله ــ فيقولون: لا مرحبًا! لا مرحبًا! رُدُّوه إلى أسفل الأرض (¬٣) إلى الثرى.
وقال المكّي (¬٤) بن إبراهيم، عن داود بن [٦٧ ب] يزيد الأودي (¬٥)، قال: أراه عن عامر الشعبي، عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: الأرواح موقوفة عند الرحمن عزَّ وجلَّ تنتظر موعدها (¬٦) حتى يُنفَخ فيها (¬٧).
وذكر سفيان بن عيينة، عن منصور بن صفية، عن أمه أنه (¬٨) دخل ابن عمر المسجد بعد قتل (¬٩) ابن الزبير، وهو مصلوب، فأتى أسماء يعزِّيها، فقال لها: عليكِ بتقوى الله والصبر، فإنَّ هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله. فقالت: وما يمنعني من الصبر، وقد أُهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل (¬١٠).
---------------
(¬١) «هذا» ساقط من (ب، ط، ن). ومكانها في (ج): «روح».
(¬٢) (ب، ط، ن): «بمساوي».
(¬٣) ما عدا (أ، ق، غ): «الأرضين».
(¬٤) ما عدا (أ، ق، غ): «مكي»، دون لام التعريف.
(¬٥) (ق): «الأزدي»، تصحيف.
(¬٦) ما عدا (أ، ق، غ): «فتنظر موعودها».
(¬٧) (ب، ط): «في الصور». والأثر أخرجه ابن منده. عزاه إليه ابن رجب في الأهوال (١١٥) وقال: هذا إسناد ضعيف. وانظر: شرح الصدور (٣٣١).
(¬٨) «أنه» ساقط من (ب، ط، ج).
(¬٩) (ب، ط، ن): «أن قُتِل».
(¬١٠) سبق تخريجه في المسألة السادسة (ص ١٢٣).