كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
المنتهى، والجنةُ عند الله. وكأنَّ قائلَه رأى أنَّ هذه العبارة أسلمُ وأوفق، وقد أخبر الله سبحانه أنَّ أرواح الشهداء عنده، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تسرح في الجنة حيث شاءت.
فصل
وأما من قال (¬١): إنَّ أرواح المؤمنين بالجابية، وأرواح الكفار بحضرموت ببَرَهُوت (¬٢)؛ فقال أبو محمد بن حزم: هذا من قول الرافضة (¬٣). وليس كما قال، بل قد قاله جماعةٌ من أهل السنّة.
قال أبو عبد الله بن منده: ورُوي عن جماعة من الصحابة والتابعين أنَّ أرواح المؤمنين بالجابية، ثم قال: أنا محمد (¬٤) بن محمد بن يونس، حدثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو داود سليمان بن داود، ثنا همّام، حدثني قتادة، حدثني رجلٌ، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو، أنه قال: إنَّ أرواحَ المؤمنين تجتمع بالجابية، وإن أرواحَ الكُفَّار تجتمع في سَبَخة (¬٥) بحضرموت يقال لها: بَرَهُوت (¬٦).
---------------
(¬١) ما عدا (أ، ق، غ): «قول من قال».
(¬٢) (ن): «بحضرموت بئر ببرهوت».
(¬٣) الفصل في الملل والنحل (٢/ ٣٢٠).
(¬٤) (ق): «قال أبو محمد»، خطأ.
(¬٥) (ط): «بسبخة». وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.
(¬٦) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت (٥٤٤) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢/ ٣٣٤) من طريق همام. ورواه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن ابن المسيب من قوله. أخرجه ابن عساكر من طريق ابن أبي الدنيا. وانظر: صحيح ابن حبان (٣٠١٣).