كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
فصل
وأما قول من قال: إنها (¬١) تجتمع في الأرض التي قال الله فيها: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: ١٠٥] فهذا إن كان قاله (¬٢) تفسيرًا للآية، فليس هو تفسيرًا لها.
وقد اختلفَ الناسُ في الأرض المذكورة هنا. فقال سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس: هي أرض الجنة (¬٣). وهذا قول أكثر المفسرين.
وعن ابن عبَّاس (¬٤) قولٌ آخر: إنها الدنيا التي فتحها الله على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬٥).
وهذا القول هو الصحيح، ونظيره قوله تعالى في سورة النور: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: ٥٥].
وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «زُوِيتْ لي الأرضُ مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملكُ أمتي ما زُوي لي منها» (¬٦).
---------------
(¬١) «إنها» ساقطة من (ب، ج).
(¬٢) (ن): «قد قاله».
(¬٣) أخرجه الطبري في تفسيره (١٦/ ٤٣٥) وابن أبي حاتم (١٤٦١٣، ١٤٦١٤).
(¬٤) «هي ... عباس» ساقط من (ط).
(¬٥) أخرجه الطبري (١٦/ ٤٣٥) وابن أبي حاتم (١٤١٦١٥).
(¬٦) أخرجه مسلم (٢٨٨٩) من حديث ثوبان.