كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وقالت طائفةٌ من المفسرين: المراد بذلك أرض (¬١) بيت المقدس (¬٢). وهي من الأرض التي أورثها الله عباده الصالحين، وليست الآية مختصةً بها.
فصل
وأمَّا قولُ من قال: إنَّ (¬٣) أرواحَ المؤمنين في علِّيِّين في السماء السابعة، وأرواح الكفار في سجِّينٍ في الأرض السابعة؛ فهذا قولٌ قد قاله جماعةٌ من السَّلف والخلف. ويدلُّ عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عند موته: «اللهم الرفيقَ الأعلى» (¬٤).
وقد تقدَّم (¬٥) حديث أبي هريرة: «إن الميت إذا خرجت روحُه عُرِجَ بها إلى السماء حتى يُنتهىَ بها إلى السماء السابعة التي فيها الله عز وجل».
وتقدَّم (¬٦) قول أبي موسى: إنها تصعد حتى تنتهي إلى العرش. وقول حذيفة: إنها موقوفةٌ عند الرحمن. وقول عبد الله بن عمر: إنَّ هذه الأرواح عند الله.
وتقدَّم (¬٧) قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن أرواح الشهداء تأوي إلى قناديل تحت
---------------
(¬١) «بذلك أرض» ساقط من (ن).
(¬٢) في تفسير القرطبي (١٤/ ٣٠١) نسب هذا القول أيضًا إلى ابن عباس. وفي زاد المسير (٥/ ٣٩٧): قاله ابن السائب. يعني الكلبي.
(¬٣) «إن» ساقطة من (ب، ط، ن، ج).
(¬٤) سبق تخريجه في آخر المسألة الثامنة (ص ٢٢٢).
(¬٥) في هذه المسألة (ص ٣١٦).
(¬٦) الأقوال الثلاثة كلها في هذه المسألة (ص ٣١٧، ٣١٨).
(¬٧) في المسألة الخامسة (ص ١١٢) وهذه المسألة (ص ٢٩١).