كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

السابعة، فكيف تكون عن يمينه؟ وكيف يراها النبي - صلى الله عليه وسلم - هناك في السماء الدنيا؟
فالجواب من وجوه:
أحدها (¬١): أنه لا يمتنع كونُها عن يمينه في جهة العلوِّ، كما كانت أرواح الأشقياء عن يساره في جهة السفل.
الثاني: أنه غيرُ ممتنع أن تُعرَض على النبي - صلى الله عليه وسلم - في سماء الدنيا، وإن كان مستقَرُّها فوق ذلك.
الثالث: أنه لم يخبِر أنه رأى أرواح السعداء جميعًا (¬٢) هناك، بل قال: «فإذا عن يمينه أَسْوِدة، وعن يساره أسْوِدة». ومعلوم قطعًا أنَّ روح إبراهيم وموسى فوق ذلك في السماء [٧٠ أ] السادسة والسابعة. وكذلك الرفيق الأعلى أرواحُهم فوق ذلك. وأرواحُ السعداء (¬٣) بعضُها أعلى من بعض بحسب منازلهم، كما أنَّ أرواحَ الأشقياء بعضُها أسفلُ (¬٤) من بعض بحسب منازلهم (¬٥). والله أعلم.
---------------
(¬١) (ب، ط، ن، ج): «وجهين أحدهما» مع ذكر الوجوه الثلاثة! وأصلح بعضهم في (ن): «وجوه»، وترك «أحدهما».
(¬٢) (ن): «جميعها». (ب، ط، ج): «رأى السعداء جميعها».
(¬٣) (ن): «الشهداء».
(¬٤) (ط): «أعلى».
(¬٥) «كما أن ... منازلهم» ساقط من (ب، ن، ج).

الصفحة 329