كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
أخبر عليه السلام أنَّ «الأرواح جنود مجنَّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» (¬١).
قال: وأخذ عزَّ وجلَّ عهدها وشهادتَها، وهي مخلوقة مصوَّرة عاقلة، قبل أن يأمر الملائكة بالسجود لآدم، وقبل أن يُدخِلها في الأجساد، والأجسادُ يومئذ تراب.
وقال: لأنَّ الله تعالى [ذكر] (¬٢) ذلك بلفظة «ثمَّ» التي توجب التعقيب والمهلة. ثم أقرَّها سبحانه حيث شاء، وهو البرزخ الذي ترجع إليه (¬٣) عند الموت (¬٤).
وسنذكر ما في هذا الاستدلال عند (¬٥) جواب سؤال السائل عن الأرواح: أهي (¬٦) مخلوقةٌ مع الأبدان أم قبلها؟ إذ الغرضُ هنا الكلام على مستقَرِّ الأرواح بعد الموت.
وقوله: «إنها تستقرُّ في البرزخ الذي كانت فيه قبل خلق الأجساد» مبنيٌّ
---------------
(¬١) سبق تخريجه في (ص ٢٧٧).
(¬٢) في (ب، ج): «حلف». وفي النسخ الأخرى جميعًا ــ خطيةً كانت أو مطبوعة ــ: «خلق». ولا معنى للخلق بلفظة «ثم». والظاهر أنه تحريف ما أثبتناه من كتاب ابن حزم. ولما أشكل على ناسخ (ط) غيَّر «بلفظة» إلى «بلطفه». وأسقط ناسخا (ب، ج): «ذلك بلفظة».
(¬٣) «إليه» ساقط من الأصل.
(¬٤) الفصل لابن حزم (٢/ ٣٢١).
(¬٥) (ب، ط، ج): «عن»، خطأ.
(¬٦) (ق): «هل» موضع «أهي».