كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

استخرجها (¬١) حينئذ، فخاطبها، ثم ردَّها إلى صلب آدم.
وهذا القول وإن كان قد قاله جماعة من السلف والخلف، فالقول الصحيح غيرُه، كما ستقف عليه إن شاء الله (¬٢)؛ إذ ليس الغرض في جواب هذه المسألة الكلامُ في الأرواح: هل هي مخلوقة قبل الأجساد أم لا؟ حتى لو سلّم لأبي محمد هذا كلُّه لم يكن فيه دليل على أنَّ مستقرَّها حيث منقطعُ العناصر (¬٣)، ولا أنَّ ذلك الموضع كان مستقرَّها أوّلاً.
فصل
وأما قول من قال: إنَّ (¬٤) مستقرَّها العدمُ المحضُ، فهذا قول من قال: إنها عرَض من أعراض البدن، هو الحياة. وهذا قول ابن الباقِلَّاني ومَن تبعه (¬٥). وكذلك قال أبو الهذيل (¬٦) العلَّاف: النفسُ عرَضٌ من الأعراض، ولم يعيِّنه بأنه الحياةُ، كما عيَّنه ابن الباقلاني. ثم قال (¬٧): هي عرَض كسائر أعراض الجسم. وهؤلاء عندهم أن الجسم إذا مات عَدِمت روحُه كما تعدم سائر أعراضه المشروطة بالحياة.
---------------
(¬١) ما عدا (أ، غ): «أخرجها».
(¬٢) في المسألة الثامنة عشرة.
(¬٣) (ب، ق): «تنقطع العناصر».
(¬٤) لم ترد «إن» فيما عدا الأصل و (غ).
(¬٥) نقل المؤلف هذا القول وغيرَه من الفصل لابن حزم (٣/ ٢١٤، ٢١٧)، وستأتي في المسألة التاسعة عشرة في حقيقة النفس.
(¬٦) (ب، ج): «قول أبي الهذيل».
(¬٧) (ب، ط، ج): «بل قال». (ن): «ومن ثم قال».

الصفحة 334