كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وهذا قولٌ في غاية الفساد من وجوه كثيرة. وأيُّ قول أفسدُ مِن قول مَن يجعل روح الإنسان عَرَضًا (¬١) من الأعراض تتبدَّل كلَّ ساعةٍ ألوفًا من المرَّات، فإذا فارقه هذا العرضُ لم يكن بعد المفارقة روحٌ تنعَّمُ ولا تعذَّب، ولا تصعد ولا تنزل، ولا تُمسَك ولا تُرسَل؟
فهذا قولٌ (¬٢) مخالف للعقل ونصوص الكتاب والسنَّة والفطرة. وهو قول مَنْ لم يعرف نفسَه.
وسيأتي ذكرُ الوجوه الدالَّة على بُطلان هذا القول في موضعه من هذا الجواب إن شاء الله (¬٣). وهو قول لم يقل به أحد من سلف الأمة من الصحابة والتابعين (¬٤) ولا أئمة الإسلام.
فصل
وأمَّا قولُ من قال: إن مستقرَّها بعد الموت أبدانٌ أُخَرُ غيرُ هذه الأبدان (¬٥)، فهذا القول فيه حقٌّ وباطل.
فأما الحقُّ، فما أخبر به (¬٦) الصادق المصدوقُ عن أرواح الشهداء، أنَّها
---------------
(¬١) (ب، ط): «عرضٌ»، خطأ.
(¬٢) (ق): «فهذه أقوال»، خطأ.
(¬٣) انظر المسألة التاسعة عشرة.
(¬٤) (ب، ط، ن): «ولا التابعين». (ق): «ولا من الصحابة والتابعين».
(¬٥) ساقط من (ن).
(¬٦) لم يرد «به» في (أ، ق). وفي (غ) بعد «المصدوق».