كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
قول من قال: كطير، أو صُوَر طير (¬١)، لمطابقته لحديثنا المذكور (¬٢). يعني حديث كعب بن مالك في نسمة المؤمن.
فالجواب: أنَّ هذا الحديث قد رُوي بهذين اللفظين. والذي رواه مسلم في الصحيح من حديث الأعمش، عن مسروق: «أرواحهم في جوف طير خُضْر» (¬٣) قد (¬٤) رواه ابن عبَّاس وكعب بن مالك، فلم يختلف حديثهما أنّها في أجواف طير خُضر.
فأما (¬٥) حديث ابن عباس، فقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير (¬٦)، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لما أصيب إخوانكم ــ يعني يومَ أحد ــ جعل الله أرواحَهم في أجواف طيرٍ خُضْرٍ تَرِد أنهارَ الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب مذلَّلة (¬٧) في ظلِّ العرش. فلما وجدوا طِيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يبلِّغُ إخواننا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنة نُرزَق، لئلا يَنْكُلوا عن الحرب، ولا يزهدوا في الجهاد، فقال الله تعالى: أنا أبلِّغهم عنكم. فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ
---------------
(¬١) (ط، ق، ن): «صورة طير».
(¬٢) التمهيد (١١/ ٦٤) وقد سبق في (ص ٢٩٣) أيضًا.
(¬٣) تقدّم في هذه المسألة (ص ٢٩٢).
(¬٤) (ب، ط، ج): «وقد».
(¬٥) (أ، ق، غ): «وأما».
(¬٦) «عن أبي الزبير» ساقط من (أ، ق، غ).
(¬٧) ما عدا (ن): «مدللة» بالدال، تصحيف. وفي النسخ المطبوعة: مدلاة.