كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

وفي «صحيح مسلم» (¬١) من حديث عوف بن مالك قال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازة، فحفظتُ من دعائه وهو يقول: «اللهم اغفِرْ له وارحَمْه، وعافِه واعفُ عنه، وأكرِمْ نُزُلَه، ووَسِّع (¬٢) مُدْخَله، واغسِلْه بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما نَقَّيْتَ الثوب الأبيض من الدنس. وأبدِلْه دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه. وأدْخِلْه الجنّة، وأَعِذْه من عذاب القبر ومن عذاب النار».
وفي «السنن» (¬٣) عن واثلة بن الأسقع قال: صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل من المسلمين، فسمعته يقول: «اللهم إنَّ فلان بن فلان في ذمِّتك وحَبْلِ جوارك (¬٤)، فقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهلُ الوفاء والحقِّ، فاغفِرْ له وارحَمْه، إنَّك أنت الغفور الرحيم».
وهذا كثير في الأحاديث، بل هو المقصود بالصلاة على الميت، وكذلك الدعاء له (¬٥) بعد الدفن.
---------------
(¬١) برقم (٩٦٣).
(¬٢) (ق، ن، غ): «أوسع».
(¬٣) أخرجه أبو داود (٣٢٠٢)، وابن ماجه (١٤٩٩)، والإمام أحمد (١٦٠١٨) وابن حبان (٣٠٧٤) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا مروان بن جناح، حدثني يونس بن ميسرة بن حَلْبَسٍ، عن واثلة ابن الأسْقع فذكره.
وإسناده حسن من أجل مروان بن جناح الدمشقي، فإنه لا بأس به، كما في التقريب، والوليد بن مسلم مدلس غير أنه صرَّح بالتحديث. (قالمي)
(¬٤) تحرَّف فيما عدا (ط، ج) إلى «وحيك وجوارك». (أ، غ): و «حبك وجوارك» (ق) ونحوه.
(¬٥) «له» ساقط من (ب، ن، ج).

الصفحة 357