كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
وفي «السنن» (¬١) من حديث عثمان بن عفان قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فَرَغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيتَ، فإنه الآن يُسأل».
وكذلك الدعاء لهم عند زيارة قبورهم، كما في صحيح مسلم (¬٢) من حديث بُرَيْدة بن الحُصَيْب قال: كان [٧٦ ب] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: «السلام عليكم أهلَ الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية».
وفي «صحيح مسلم» (¬٣) أنَّ عائشة رضي الله عنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف تقولُ إذا استغفرَتْ لأهل القبور؟ قال: «قولي: السلامُ على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم (¬٤) الله المستقدِمين منَّا والمستأخِرين، وإنَّا إن شاء الله بكم (¬٥) للاحقون».
وفي «صحيحه» (¬٦) عنها أيضًا أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج في ليلتها من آخر الليل إلى البقيع، فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجَّلون (¬٧)، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع
---------------
(¬١) سبق تخريجه في (ص ٣٣).
(¬٢) برقم (٩٧٥)، وقد تقدَّم هذا وما بعده في المسألة الأولى (ص ٨، ١٧).
(¬٣) برقم (٩٧٤).
(¬٤) (أ، غ): «ورحم». وقد سقطت هذه الجملة من (ب).
(¬٥) «بكم» ساقطة من الأصل.
(¬٦) برقم (٩٧٤).
(¬٧) (ب): «ترحلون»، تحريف. والجملة «وأتاكم» إلى هنا ساقطة من (ن).
الصفحة 358
884