كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

ثلاث: صدقة (¬١) جارية عليه، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به من بعده» (¬٢). فأخبر أنه إنما ينتفع بما كان تسبب إليه في الحياة، وما لم يكن قد [٧٨ ب] تسبَّب إليه فهو منقطع عنه.
وأيضًا فحديث أبي هريرة المتقدِّمُ، وهو قوله: «إنَّ مما (¬٣) يلحقُ الميتَ من عمله وحسناته بعد موته علمًا نشرَه» الحديث (¬٤)، يدلُّ على أنه إنما ينتفع بما كان قد تسبَّب فيه.
وكذلك (¬٥) حديث أنسٍ يرفعُه: «سبعٌ يجرى على العبد أجرُهن (¬٦)، وهو في قبره بعد موته: من علَّم علمًا، أو أَكْرى (¬٧) نهرًا، أو حفَرَ بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا صالحًا يستغفر (¬٨) له بعد موته» (¬٩).
وهذا يدلُّ على أن ما عدا ذلك لا يحصل له منه ثواب وإلَّا لم يكن
---------------
(¬١) ضبط في (ط) بالرفع، وفي (ق) بالجرّ. وكلاهما صحيح.
(¬٢) سبق تخريجه في أول المسألة.
(¬٣) ما عدا (أ، غ): «إنّ ما».
(¬٤) سبق تخريجه في هذه المسألة.
(¬٥) «كذلك» لم يرد في (ب، ط، ج).
(¬٦) (ب، ط، ج): «أجرها».
(¬٧) (ب): «كرى». وكذا في مسند البزَّار (٧٢٨٩). وفي الحلية (٢/ ٣٤٤): «أجرى». وفي النسخ الأخرى: «أكرى». وكذا في البدر المنير (٧/ ١٠٢). ولم تثبت كتب اللغة «أكرى» بمعنى كرى أي حفر. وانظر ما سبق في (ص ٣٥٤).
(¬٨) (ق): «فيستغفر».
(¬٩) مضى تخريجه مع حديث أبي هريرة.

الصفحة 368