كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
[٨٣ ب] النفع كالاستغفار والصلاة على الميِّت.
ثم أورد على نفسه سؤالاً وهو: فإنْ قيل: أليس قضاءُ الديون وتحمُّلُ الكَلِّ حالَ الحياة كقضائه بعد الموت؟ فقد (¬١) استوى ضمان الحياة وضمان الموت (¬٢) في أنَّهما يُزيلان المطالبة عنه. فإذا وصل قضاء الديون بعد الموت وحال الحياة، فاجعلوا ثوابَ الإهداء واصلاً حالَ الحياة وبعد الموت.
وأجاب عنه (¬٣) بأنه لو صحَّ هذا وجب أن تكون الذنوبُ تُكفَّر عن الحيِّ بتوبة غيره عنه، ويندفع عنه مآثمُ (¬٤) الآخرة بعمل غيره واستغفاره.
قلتُ: وهذا لا يلزم، بل طردُ ذلك انتفاعُ الحيِّ بدعاءِ غيره له، واستغفارِه له، وتصدُّقِه عنه، وقضاءِ ديونه. وهذا حقٌّ. وقد أَذِنَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في (¬٥) أداء فريضة الحجِّ عن الحيِّ المعضوبِ (¬٦) والعاجز، وهما حيَّان.
وقد أجابَ غيره من الأصحاب بأنَّ حالَ الحياة لا نَثِقُ بسلامة العاقبة، خوفًا أن يرتدَّ المُهدى له، فلا ينتفع بما يُهدَى إليه.
قال ابن عَقيل: وهذا عذر (¬٧) باطل بإهداء هذا (¬٨) الحيِّ فإنه لا يُؤمَن أن
---------------
(¬١) (ب، ط): «فإن».
(¬٢) ما عدا (أ، ق، غ): «ضمان الموت وضمان الحياة».
(¬٣) «عنه» ساقط من (ب، ط).
(¬٤) كذا بالمدّ في (أ، ن). وفي (ط): «مأثَم».
(¬٥) «في» ساقطة من (أ، غ).
(¬٦) المعضوب: الذي لازمه المرض المزمن، فمنعه الحركة.
(¬٧) ما عدا (أ، ق، غ): «عندي».
(¬٨) «هذا» ساقط من (ب، ط، ن). وفيما عدا (أ، ق، غ) بعد «الحي»: «للميت».