كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
وقال أبو عبيد القاسم بن سلَّام (¬١): يُصام عنه النذر، ويُطعَم عنه في الفرض (¬٢).
وقال الحسن: إذا كان عليه صيامُ شهر، فصام عنه ثلاثون رجلاً يومًا واحدًا، جاز (¬٣).
فصل
وأما قولكم: إنه (¬٤) يَصِل إليه في الحج ثوابُ النفقة دون أفعال المناسك، فدعوى مجرَّدة بلا برهان. والسُّنَّة تردُّها، فإنه (¬٥) - صلى الله عليه وسلم - قال: «حُجَّ عن أبيك» (¬٦). وقال للمرأة: «حُجِّي عن أمك» (¬٧). فأخبر أنَّ الحجَّ نفسه عن الميت (¬٨)، ولم يقُلْ: إنَّ الإنفاقَ هو الذي يقع عنه.
وكذلك قال للذي سَمِعه يُلبِّي عن شُبْرُمة: «حُجَّ عن نفسك، ثم حُجَّ عن شُبْرمة» (¬٩).
ولما سألته المرأة عن الطفل الذي معها، فقالت: ألهذا حجٌّ؟
---------------
(¬١) زاد بعده في (ن): «أيضًا».
(¬٢) انظر الأقوال المذكورة في التمهيد (٩/ ٢٧ ــ ٢٨) والمحلى (٧/ ٢) والمغني (٣/ ٨٤) وجامع المسائل (٤/ ٢٤٦). وقد تقدَّم بعضها في الفصول السابقة.
(¬٣) قول الحسن ذكره البخاري في كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم. وقال ابن حجر في الفتح (٤/ ١٩٣) إن الأثر وصله الدارقطني في كتاب الذبح.
(¬٤) «إنه» ساقط من (ب، ج).
(¬٥) السياق في (ب، ج): «برهان فإن النبي».
(¬٦) كما في حديث ابن عباس، وقد تقدَّم (ص ٣٦٤).
(¬٧) كما تقدم عن بريدة وابن عباس (ص ٣٦٢، ٣٦٣).
(¬٨) «عن الميت» ساقط من (ب، ج).
(¬٩) أخرجه أبو داود (١٨١١)، وابن ماجه (٢٩٠٣)، وابن الجارود (٤٩٩)، وابن خزيمة (٣٠٣٩)، وابن حبان (٣٩٨٨)، والبيهقي (٤/ ٣٣٦) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
قال البيهقي: «هذا إسناد صحيح، ليس في الباب أصح منه». وكذا صحّح إسناده ابن الملقن في البدر المنير (٦/ ٤٦)، وابن حجر في الفتح (١٢/ ٣٢٧). وللمزيد انظر: التلخيص الحبير (٢/ ٢٢٤)، وإرواء الغليل (٩٩٤). (قالمي).