كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

من أجهل الناس بها.
وكيف يمكن مَن له أدنى مُسكةٍ من عقل أن ينكر أمرًا يشهد به عليه نفسه وصفاته وأفعاله وجوارحه وأعضاؤه، بل تشهد به (¬١) السماوات والأرض والخليقة؟ فلله سبحانه في كل ما سواه آيةٌ، بل (¬٢) آياتٌ تدلُّ على أنه مخلوق مربوب، وأنه (¬٣) خالقه وربُّه (¬٤) ومليكه. ولو جحَدَ ذلك، فمعه شاهدٌ عليه به (¬٥).
فصل
وأمَّا ما احتجَّت به (¬٦) هذه الطائفة: فأمَّا ما أتَوا به من اتِّباع متشابه القرآن، والعدول عن محكمه (¬٧) ــ وهذا شأن كلِّ ضالٍّ مبتدع ــ فمحكمُ (¬٨) القرآن من أوله إلى آخره يدلُّ على أن الله تعالى خالق الأرواح ومبدعها.
وأما قوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: ٨٥]. فمعلومٌ قطعًا أنه ليس المرادُ هاهنا بالأمر الطلبَ الذي هو أحد أنواع الكلام، فيكون المراد أنَّ الروح كلامه الذي يأمر به، وإنما المراد بالأمر هاهنا: المأمور. وهو عُرفٌ
---------------
(¬١) (ط): «له».
(¬٢) «آية بل» ساقط من (ن).
(¬٣) (ط): «والله».
(¬٤) في (ق) بعده زيادة: «وباريه».
(¬٥) «به» ساقط من (ق).
(¬٦) ساقط من (ط).
(¬٧) ما عدا (ط، ج، ن): «محلّه»، تحريف.
(¬٨) (ط، ن): «فحكم»، تحريف.

الصفحة 437