كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
يمينُ ربي، وكلتا يدَي ربِّي يمين. فبسَط يمينه، وإذا فيه (¬١) ذرِّيته كلُّهم ما هو خالقٌ إلى يوم القيامة: الصحيحُ على هيئته، والمبتلى على هيئته، والأنبياء على هيئتهم. فقال: ألَّا أعفيتَهم (¬٢) كلَّهم! فقال: إنِّي أحببتُ أن أُشكَر». وذكر (¬٣) الحديث.
وقال محمد بن نصر: حدثنا محمد بن يحيى، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا الليث بن سعد، حدثني ابن (¬٤) عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام، قال: خلق الله آدم، ثم قال بيديه، فقبضهما. فقال (¬٥): اختَرْ يا آدم. فقال: اخترت يمينَ ربي، وكلتا يديك يمين. فبسطها، فإذا فيها ذرِّيته. فقال: من هؤلاء يا ربِّ؟ قال: مَن قضيتُ أن أخلق من ذريتك من أهل الجنة (¬٦) إلى أن تقوم الساعة (¬٧).
قال: وأخبرنا إسحاق [١٠٢ ب] حدثنا جعفر بن عون (¬٨)، أنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لما خلق الله آدمَ مسَح ظهرَه فسقط من ظهره كلُّ نَسَمة هو خالقُها من ذريته إلى يوم
---------------
(¬١) كذا في جميع النسخ. والوجه: «فيها» كما في الخبر الآتي، فإن «اليمين» مؤنثة.
(¬٢) (أ، ط، غ): «أغنيتَهم»، والمثبت من غيرها موافق لما في شفاء العليل (٣٢).
(¬٣) «وذكر» ساقط من (ق). وقد أورد المصنف الأثر في شفاء العليل (٣٢). وانظر: أمالي ابن بشران (٦٦٣).
(¬٤) «ابن» ساقط من (ط).
(¬٥) (ط): «ثم قال».
(¬٦) (ط): «من الجنة».
(¬٧) أورده المصنف أيضًا في شفاء العليل (٣٢).
(¬٨) (ق): «عوف»، تصحيف.