كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
قال: أُخرِجوا من صُلْب آدم حتى (¬١) أخذ منهم الميثاق، ثم رُدُّوا في صلبه (¬٢).
قال إسحاق: وأخبرنا علي بن الأَجْلَح (¬٣)، عن الضحاك قال: إنَّ الله أخرج من ظهر آدم يوم خلقه ما يكون إلى أن تقوم الساعة (¬٤) فأخرجهم مثلَ الذرِّ فقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}. قالت الملائكة: {شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (¬٥) [الأعراف: ١٧٢]. ثم قبض قبضة بيمينه (¬٦)، فقال: هؤلاء في الجنة. وقبض أخرى، فقال: هؤلاء في النار (¬٧).
قال إسحاق: وأخبرنا أبو عامر العَقَدي وأبو نُعَيم المُلَائي قالا: ثنا هشام بن سعد، عن يحيى ــ وليس بابن سعيد ــ (¬٨) قال: قلت لابن المسيِّب [١٠٣ ب]: ما تقول في العَزْل؟ قال: إن شئت حدَّثتُك حديثًا هو حقٌّ (¬٩): إنَّ الله سبحانه لما خلق آدم أراه كرامةً لم يَرها أحدٌ (¬١٠) من خلقه: أراه كلَّ نسمة هو
---------------
(¬١) ما عدا (ط): «حين». والمثبت مطابق لما في تفسير الطبري.
(¬٢) أخرجه الطبري في التفسير (١٣/ ٢٤١).
(¬٣) كذا في النسخ وأحكام أهل الذمة (٢/ ٥٥٥)، والصواب: «يعلى عن الأجلح» كما سبق (ص ٣٢٠). قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذا التعليق ليس في المطبوع، وهو ثابت في الأصل الوارد من «عطاءات العلم»، جزاهم الله خيرا
(¬٤) (ن): «إلى يوم القيامة».
(¬٥) في (ب، ط، ج، غ): «يقولوا» بالياء على قراءة أبي عمرو. وقد سلف نحوه آنفًا.
(¬٦) (ط): «في يمينه».
(¬٧) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (٨٥٣٨). وقد عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد أيضًا. الدر المنثور (٦/ ٦٧٢).
(¬٨) بل هو يحيى بن حسان البكري، كما صرَّح به في كتاب القدر لابن وهب.
(¬٩) في مطبوعة كتاب القدر: حديثًا موجزًا.
(¬١٠) (ب، ج): «لم يُرها أحدًا».