كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
ليست حجَّةً. إنَّ (¬١) الذي لم يذكره أحفَظُ، وإنما تُقبَل الزيادة من الحافظ المتقِن.
وجملة القول في هذا الحديث: أنه حديث ليس إسناده بالقائم؛ لأن مسلم بن يسار ونُعيم بن ربيعة جميعًا غيرُ معروفَين بحمل العلم. ولكنَّ معنى هذا الحديث قد صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه كثيرة ثابتة (¬٢) يطول ذكرها، من حديث عمر بن الخطاب وغيره وجماعةٍ (¬٣) يطول ذكرهم (¬٤).
ومرادُ أبي عمر الأحاديثُ الدالَّةُ على القدر السابق، فإنها هي التي ساقها بعد ذلك، فذكر حديثَ عبد الله بن عمر في القدر، وقال في آخره: وسأله رجل من مُزَينة ــ أو جُهَينة ــ فقال: يا رسول الله، ففيمَ العمل؟ فقال: «إن أهل الجنة يُيَسَّرون (¬٥) لعمل أهل الجنة، وأهلَ النار يُيَسَّرون (¬٦) لعمل أهل النار» (¬٧).
---------------
(¬١) (ب): «لأن». وكذا في مطبوعة التمهيد.
(¬٢) (ب، ن، ج): «ثابتة كثيرة».
(¬٣) كذا «وجماعة» في جميع النسخ. ولعل الصواب حذف الواو كما في التمهيد.
(¬٤) وانظر نحوه في الاستذكار (٨/ ٢٦٠).
(¬٥) (ق، ب، ج، ن): «ميسرون». (ط): «لييسَّرون».
(¬٦) (ق، ن): «ميسرون».
(¬٧) أخرجه ابن عبد البر (٦/ ٦، ٧) من طريق أبي داود (٤٦٩٦) في سياق مختصر، وهو بطوله وتمامه في مسند أحمد (١٨٤) وجاء مطولًا أيضًا في كتاب الإيمان من صحيح مسلم (٨) لكن بدون هذه الزيادة. (قالمي).