كتاب الروح - ابن القيم - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)
الذي ذكرناه.
قال الجرجاني: وأنا أقول: ونحن إلى ما رُوي في الآية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما ذهب إليه أهلُ العلم من السلف الصالح أمْيَل، وله أقْبَل، وبه آنَس، والله وليُّ التوفيق لما هو أَولى وأهدى (¬١).
على أنَّ بعضَ أصحابنا من أهل السُّنَّة قد ذكَر في الردِّ على هذا القائل معنًى يُحتمَل ويسوغ في النَّظم الجاري ومجازِ العربية بسهولة (¬٢) وإمكان، من غير تعسُّف ولا استكراه. وهو أن يكون قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ} [الأعراف: ١٧٢] مبتدأ خبره (¬٣) من الله عزَّ وجلَّ عما كان منه في أخذ العهد عليهم، وإذ يقتضي جوابًا يُجعَل جوابه قوله تعالى: {قَالُوا بَلَى}، وانقطع هذا الخبر بتمام قصته.
ثم ابتدأ عزَّ وجلَّ خبرًا آخرَ بذكر ما يقوله المشركون يوم القيامة [١١٠ ب]، فقال (¬٤): {شَهِدْنَا} يعني: نشهد، كما قال الحُطيئة (¬٥):
شهدَ الحطيئةُ حينَ يلقَى ربَّه ... أنَّ الوليدَ أحقُّ بالعُذْرِ (¬٦)
---------------
(¬١) هذه الفقرة نقلها الواحدي في البسيط (٩/ ٤٥٨).
(¬٢) (ن): «يشهد له»، تحريف.
(¬٣) كذا في جميع النسخ ما عدا (ج) التي فيها: «مبتدأَ خبرٍ». والضبط منِّي، ولعل هذا أصح.
(¬٤) ما عدا (ب، ج، ن): «قالوا».
(¬٥) زاد بعده في (ط): «في هذا المعنى».
(¬٦) ديوانه (٢٥٨). والوليد هو ابن عُقبة. وفي (ن): «يوم يلقى». وهي رواية في البيت.